ترك برس

تحدّثت الصحف التركية عن خبر وفاة المهندسة المعمارية العراقية "زها حديد" بشكل مبسّط خالٍ من التفاصيل فلم يعطوها حقَّها في الذكر، فذكروا عن أنها كانت معماريّة مهمة وأنها قد تركت إنجازات عظيمة، لكن لم يتطرَّقوا لا إلى حياتها ولا إلى مشروعها في مدينة إسطنبول كمواضيع مهمة.

ويقول الكاتب التركي مراد برداكشي، في مقال له بعنوان "رفض مشروع زها حديد في إسطنبول وتسييس العمارة"، إنه "في عام 2006 أقامت بلدية إسطنبول العاصمة وبلدية كارتال مسابقة بين وكالات الهندسة المعمارية الأجنبية لأجل تصميم مشاريع رائدة لبلديّتي كارتال وبينديك، وفي عام 2007 أفاد رئيس بلدية بويوكشهير قادر طوب باش ببضع كلمات موضّحا سبب عدم طرح الفكرة للشركات المحلية قائلا فيها: "لا يوجد أي معماري في تركيا قادر على أن يصمّم مشروعا كهذا"، حيث أعلن فوز زها حديد في المسابقة".

ويضيف برداكشي في مقاله الذي نشرته صحيفة "خبر ترك" المحلية، وترجمه موقع "تركيا بوست"، "لكن وعلى الرغم من هذا الفوز لم يتم تنفيذ هذا المشروع على أرض الواقع، أو بالأحرى يمكننا القول إنه أُعيق العمل فيه ولم ينفّذ أبدا، هل تعرفون من الذي وقف أمام تنفيذ هذا المشروع؟، غرفة المهندسين المعماريين، وأعضاء حزب الشعب الجمهوري العاملين في مجلس البلدية!".

ويشير برداكشي إلى أنه "تم رفض مشروع زها حديد على الرغم من فوزها من قبل غرفة المهندسين المعماريين مثله مثل أي مشروع آخر مرفوض نظرا لوجود بعض الأعضاء في المجلس يعيقون تنفيذها، فأقاموا الادعاء على المشروع وأصدرت المحكمة في غضون ست سنوات خمسةَ قرارات لإيقاف العمل على المشروع. وأثناء هذه الفترة تم التعديل والتلاعب بتصميمات المشروع وتغيير المخطّطات إلى أن تم قبولها العام الماضي على أن يتم التنفيذ لاحقا".

ويتابع بالقول، "لكن الأمر الغريب في الموضوع، حتى وبعد أن تغير المشروع، فإن من يؤيّد فكرة المشروع اليوم ويحتضنه هم نفسهم الذين عارضوا وجادلوا في المجلس لئلا يتم تنفيذه على أرض الواقع قبل سنوات؟، وكانوا يقولون بعد أن نرى الشكل النهائي لبلدية كارتال نقرِّر سويّة إن كنا سنقبل أم لا!. فهنا لا تتم الأمور دون إدخال السياسة وجدالاتها التي لا تنتهي في أي مشروعٍ معماري للبلد، فحتى لو كان المشروع المراد إقامته يصب في مصلحة البلد فإنّهم يدخلون السياسة في الأمر لتقف عائقا أمامه، فالأمر ليس متعلِّقا بجودة وجمالية التصميم بل بأفراد المجلس المسيَّسين المستعدين لإيقاف مشروع كامل بناءً على رأيهم وفكرهم السياسي المتشدّد، فأي مجلس هذا، جد في هذا العالم غرفة للمعماريّين كغرفة المهندسين المعماريّين عندنا!؟".

ولدت زها حديد في 31 أكتوبر/تشرين الأول 1950 في بغداد، ودرست الرياضيات في الجامعة الأميركية في بيروت قبل أن تلتحق بالجمعية المعمارية في لندن، وتنال منها إجازة عام 1977، وأصبحت لاحقا مدرسة في الجمعية.

وكانت زها حديد أول امرأة تنال سنة 2004 جائزة "بريتزكر"، التي تعد بمثابة "نوبل" الهندسة المعمارية، وفي عام 2015، باتت المهندسة العراقية-البريطانية أول امرأة أيضا تنال الميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية، بعد جان نوفيل وفرانك غيري وأوسكار نييماير.

توفيت المهندسة المعمارية العراقية-البريطانية زها حديد نهاية الشهر الماضي، عن 65 عاما، إثر إصابتها بأزمة قلبية في مستشفى بميامي في الولايات المتحدة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!