زها حديد هي مهندسة ومعمارية بريطانية من أصل عراقي، وُلدت في 31 أكتوبر 1950 وتوفيت في 31 مارس 2016. كانت حديد من الشخصيات المعروفة في مجال الهندسة المعمارية الحديثة والمبدعة في تصميم المباني. وقد قادت مشاريع عديدة حول العالم، مما جعلها واحدة من أبرز المهندسين المعماريين في العصر الحديث.
ابرز تصاميم زها حديد في العالم :
مركز حيدر علييف الثقافي
معلومات المشروع
- المعمارية : زها حديد
- مساحة البناء : 101801 متر مربع
- السنة : 2013
- الموقع : اذر بيجان
 |
| مركز حيدر عليف - تصميم زها حديد |
في إطار الاتحاد السوفيتي السابق، شهدت باكو، عاصمة أذربيجان، تأثيراً كبيراً على العمران والهندسة المعمارية، حيث تم تشييد معظم المباني وفقًا لتصاميم الحداثة السوفيتية. ومع استقلال أذربيجان في عام 1991، قامت الحكومة بجهود كبيرة لتحديث وتطوير البنية التحتية والهندسة المعمارية في باكو، ابتعاداً عن التصميم السوفيتي القياسي.
أحد أبرز المشاريع التي تعكس هذا التغيير هو مركز حيدر علييف الثقافي، الذي صممته المهندسة زها حديد بعد فوزها في مسابقة عام 2007. يعتبر المركز المبنى الرئيسي للبرامج الثقافية في أذربيجان، ويتميز بتصميم ينفصل عن العمارة السوفيتية الصارمة ويعبّر بدلاً من ذلك عن الحساسيات الثقافية الأذربيجانية.
المفهوم المعماري لمركز حيدر علييف الثقافي
يقوم المركز بإنشاء علاقة مستمرة بين الساحة المحيطة والجزء الداخلي للمبنى، حيث يعتبر السطح جزءًا من الأرض يمكن الوصول إليه للجميع. يتميز التصميم بالتشكيلات المتقنة التي تعديل سطح الساحة لتكون مشهدًا معماريًا يلعب دورًا في الترحيب بالزوار وتوجيههم عبر مختلف المستويات الداخلية.
يتكون المركز بشكل أساسي من نظامين متعاونين: هيكل خرساني مدمج ونظام إطار فضائي. يُمَكِّن هذا التصميم من تحقيق مساحات داخلية واسعة النطاق خالية من الأعمدة، مما يتيح للزوار تجربة انسيابية في التصميم الداخلي.
التصميم يستخدم أيضًا تكنولوجيا حديثة مثل الحوسبة المتقدمة للتحكم في التعقيدات الهندسية والتواصل بين المشاركين في المشروع. تم توظيف مواد مبتكرة مثل الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية والبوليستر المقوى بالألياف الزجاجية في تكسية المبنى، مما يسمح بالليونة في التصميم والاستجابة لمتطلبات وظيفية مختلفة.
في النهاية، يبرز تصميم مركز حيدر علييف كتحفة معمارية تتجاوز التقليد وتعبر عن روح الثقافة الأذربيجانية المعاصرة، مع الحفاظ على الروابط العميقة بين المظهر الخارجي والداخلي للمبنى.
دار أوبرا غوانغ جو بالصين
معلومات المشروع
- المعمارية : زها حديد
- المساحة :70000 متر مربع
- الموقع : مدينة كوانزو ، الصين
- السنة : 2010
 |
| دار الاوبرا الصين -تصميم زها حديد |
تقوم دار الأوبرا في قوانغتشو بإعادة تعريف مفهوم الفن المعماري من خلال تكاملها بشكل متناغم مع موقعها الفريد على ضفاف النهر. يتألف تصميمها الفريد من صخرتين من مواد متينة، مما يعزز تأثيرها في المشهد الحضري للمدينة. يتيح توجيهها نحو نهر اللؤلؤ فتح رؤية مميزة، مع تواصل متجاور مع المباني الثقافية وأبراج التمويل الدولي في مدينة تشوجيانغ الجديدة.
تم الأعلان عن فوز تصميم المعمارية العراقية زها حديد والمسمى ايضاً ( الحصاة المزدوجة ) (double pebble) اذ تم عقد حفل وضع حجر الأساس عام 2005. كما أصبح مسرح دار الاوبرا أكبر مركز عروض فنية في جنوب الصين ويعد واحداً من أكبر ثلاثة مسارح في البلاد.
تأتي قاعة الأوبرا الرئيسية، التي تتسع لـ 1800 مقعد، مجهزة بأحدث التقنيات الصوتية، مما يضمن تجربة فنية راقية. وتكمل قاعة أصغر، التي تتسع لـ 400 مقعد، التصميم بوجود وظائف متعددة لفنون الأداء والأوبرا والحفلات الموسيقية.
المفهوم المعماري لدار أوبرا غوانغ جو بالصين
يبرز التصميم الفريد للمبنى تأثير الطبيعة والتفاعل المدهش بين الهندسة المعمارية والبيئة المحيطة. يتناغم التصميم مع مفاهيم المناظر الطبيعية ويعكس التفاعل مع مبادئ التآكل والجيولوجيا والتضاريس. استوحى التصميم بشكل خاص من أودية الأنهار وتأثير التآكل على هياكلها.
تظهر الخطوط المطوية في التصميم الداخلي والخارجي للمبنى، مع الأخاديد الداخلية والخارجية التي تضيف حركة وتعبيرًا. تسمح هذه الأخاديد بتوزيع الضوء الطبيعي في الداخل، مما يخلق تجربة فريدة ومثيرة في الفضاء. ويظهر استخدام وحدات الجبس المقواة بالألياف الزجاجية (GFRC) داخل القاعة، مستمرًا في لغة المعمار التي تتسم بالسلاسة والتدفق.
تُعد دار الأوبرا في قوانغتشو حجر الزاوية للتطور الثقافي في المدينة، حيث تشكل محفزًا لتطوير المرافق الثقافية مثل المتاحف والمكتبات والأرشيف. يمثل تصميمها إنجازًا فريدًا في استكشاف العلاقات الحضرية السياقية، حيث يتم دمج التقاليد الثقافية التاريخية لقوانغتشو مع التصور والتفاؤل لخلق مستقبل يجمع بين الأصالة والإبداع.
مقر شركة بيئة – الشارقة الامارات
معلومات المشروع
- التصميم : المعمارية زها حديد
- المساحة :70000 متر مربع
- الموقع : الشارقة الامارات
- السنة : 2022
 |
| مقر شركة البيئة - تصميم زها حديد |
تم تصميم المقر الجديد لشركة BEEAH بدعم من مجموعة شمسية وتجهيزه بتقنيات الجيل التالي وفقًا لمعايير LEED البلاتينية، وهو من تصميم شركة زها حديد للمهندسين المعماريين (ZHA). يهدف المبنى إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية، ويعتبر مركزًا إداريًا وتنظيميًا يقدم معيارًا جديدًا لأماكن العمل في المستقبل.
يشمل المقر الرئيسي قطاعات مختلفة، مثل إدارة النفايات وإعادة التدوير والطاقة النظيفة والاستشارات البيئية والتعليم والتنقل الأخضر. تم تصميم المبنى ليكون علامة فارقة لمجموعة BEEAH ويعمل كقاعدة للتنويع في صناعات ذات أهمية مستقبلية.
المفهوم المعماري لمقر شركة البيئة الشارقة
يتكامل تصميم المقر مع البيئة المحيطة، حيث يعكس الطابع الرملي للصحراء المحلية من خلال "الكثبان الرملية" المترابطة. يعمل التصميم على تحسين الظروف المناخية المحلية، وتم تصميمه استجابة لطبيعة صحراء الصجعة في الشارقة.
يتيح التصميم استفادة من الإضاءة الطبيعية بشكل فعال ويقلل من استخدام الزجاج المعرض لأشعة الشمس القاسية. يشمل المقر الرئيسي أيضًا مساحات داخلية تتناغم مع مفهوم "الكثبان الرملية"، وتحدد واحة داخلية تسهم في استراتيجية التهوية الطبيعية.
تعتمد تجربة الموظف على مفاهيم العمل بدون تلامس والتقنيات الذكية، مع توفير بيئة ملائمة للتعاون والراحة. يتميز المقر بالاستدامة في جميع جوانبه، من استخدام المواد المحلية إلى تقنيات جاهزة للمستقبل ونظام إدارة ذكي للمبنى.
مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية
معلومات المشروع
 |
| مركز الملك عبدالله - تصميم زها حديد |
مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية هو مؤسسة غير ربحية مكرسة لإجراء أبحاث مستقلة في مجالات السياسات الطاقية، بهدف المساهمة في تحقيق استخدام فعال للطاقة لضمان الرفاهية الاجتماعية العالمية.
يعتبر مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) قائدًا في تطوير السياسات والأطر الاقتصادية التي تسهم في تقليل الأثر البيئي وتحقيق فعالية أكبر في استخدام الطاقة. يتعاون المركز مع مراكز بحث دولية ومؤسسات حكومية وصناعات عالمية لمواجهة تحديات الطاقة من خلال تبادل المعرفة والرؤى.
تتألف مباني كابسارك من مركز معرفة الطاقة، ومركز كمبيوتر الطاقة، ومركز المؤتمرات، ومكتبة الأبحاث، بالإضافة إلى المصلى، وتمتد على مساحة تبلغ 70 ألف متر مربع. يتميز التصميم بالاعتبارات الفنية والبيئية، وقد حصل المركز على شهادة LEED البلاتينية من مجلس المباني الخضراء الأمريكي.
المفهوم المعماري لمركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية
تعتمد استراتيجية التصميم على نظام خلوي جزئي يجمع بين المباني والمساحات العامة بشكل متكامل، ويتميز بتوجيهات معمارية تحاكي الطبيعة الصحراوية. تمتاز الهياكل بتصميم قرص العسل المنشوري السداسي، الذي يقلل من استهلاك المواد ويتكامل مع الظروف البيئية المحيطة.
تتفاوت المباني في حجمها وتنظيمها لتلبية احتياجات استخدامها المختلفة، ويمكن تكييفها بسهولة لتلبية المتطلبات المستقبلية. توفر الألواح الزجاجية الشفافة والفناء العام المظلل فرصًا للتواصل والتبادل بين الباحثين والزوار، مع إشراك العناصر الطبيعية لتعزيز الراحة البصرية وتقليل الاستهلاك الطاقي.
كما يسهم التصميم في توفير بيئة داخلية مفتوحة ومرنة، حيث يمكن توسيع الحرم الجامعي وتكييفه بسهولة دون المساس بالطابع البصري للمركز. تحقق بنية كابسارك التوازن بين الحماية من الظروف الجوية الصحراوية وتوفير بيئة مفتوحة ومتجددة للبحث والابتكار.
المصادر :